ثورة الهواتف الذكية القابلة للطي
في ظل الطفرة الهائلة التي يشهدها مجال صناعة الهواتف الذكية حيث في كل عام يتم إضافة عدة ميزات احترافية للهواتف الذكية من قِبل مطوري هذه الهواتف، آخر تلك الطفرات هي الهواتف القابلة للطي والتي حصلت شركة سامسونج بموجبها على براءة اختراع.
يمثل هذا الجيل من الهواتف الذكية قفزة مذهلة في عالم صناعة الهواتف الذكية حيث يوفر مساحة وحجم وتصميم جذاب ومثالي وانيق جداً للهواتف الذكية مع مزايا استخدام احترافية بالإضافة للقوة والمتانة. وقد بدئت الكثير من الشركات بخوض السباق في مضمار صناعة الهواتف القابلة للطي لتنافس سامسونج حيث ازداد الطلب مؤخراً على هذه الهواتف وتوسعت مبيعاتها عالمياً مع توقعات بتضاعفها مستقبلاً.
في دراسة لسوق الهواتف الذكية القابلة للطي توقعت شركة ترند فورس Trend Force اليابانية التي تتخصص في اجراء البحوث السوقية وتوجهات الشراء توقعت ان يزداد الطلب سوقياً على الهواتف الذكية القابلة للطي بشكل مطرد خلال الأعوام القليلة القادمة.
وفي تقريرها المنشور حديثاً عرضت Trend Force مؤشرات تظهر ان مبيعات الهواتف الذكية القابلة للطي ربما سوف تصل الى اكثر من 70 مليون وحدة بحلول العام 2027م وهو ما سيشكل ما مقداره 5% من الحصة السوقية للهواتف الذكية حول العالم.
حيث بناءً على تقديرات حجم العرض والطلب واستناداً على تقرير شركة ترند فورس اليابانية من المتوقع ان يصل حجم المبيعات للهواتف الذكية القابلة للطي الي حدود 18.4 مليون وحدة بحلول نهاية هذا العام 2023م وهو ما يشكل ما مقداره 1.6% من حجم الحصة السوقية للهواتف الذكية عالمياً.
ما هو السر في الإقبال الكبير على الهواتف القابلة للطي عالمياً؟!
ان السر وراء هذا الطلب المتزايد والشهرة الواسعة عالمياً للهواتف القابلة للطي هو الميزات الاستثنائية لهذه الهواتف حيث ان كبر حجم الشاشة عند فتح طرفي الجهاز بالإضافة للتصميم الجذاب والمتانة وغيرها الكثير جداً من الميزات.
واهم ما يدفع الشركات للتسارع في تصنيع الهواتف القابلة للطي وتسويقها عالمياً هو انخفاض تكاليف التصنيع مقارنة بالهواتف الأخرى كذلك فإن النمو الكبير المتوقع لأسواق الهواتف القابلة للطي يرجع لتوسع انتاج هذه الهواتف في الآونة الأخيرة من قِبل الشركات الصينية وكذلك الانخفاض المتوقع في أسعار هذه الهواتف الذكية حيث من المتوقع انخفاض أسعارها الى ما دون 1000 دولار امريكي للوحدة ذلك بسبب تراجع التكلفة التصنيعية لهذه الهواتف نتيجة انخفاض أسعار المكونات خصوصاً الألواح المكونة للشاشات.
سامسونج والهواتف القابلة للطي
تعتبر من أوائل الشركات التي اقتحمت مجال صناعة الهواتف القابلة للطي هي شركة سامسونج واليها يعود الفضل الأول في تطويره، ولاحقاً استحوذت الشركة على نصيب الأسد من مبيعات هذه الهواتف حيث هيمنت شركة سامسونج على سوق الهواتف القابلة للطي بشكل كبير حيث بلغت نسبة مبيعاتها من هذه الهواتف خلال هذا العام 2023م فقط ما مقداره 12 ونصف مليون وحدة أي ما مقداره ثلثي الحصة السوقية.
ويشار الى ان حصة مبيعات سامسونج للهواتف القابلة للطي انخفض نسبياً هذا العام عن العام السابق 2022م حيث استحوذت الشركة العملاقة في مجال الهواتف الذكية والإلكترونيات على نسبة 82% من سوق الهواتف القابلة للطي، ويعود السبب في هذا الانخفاض لدخول الشركات صناعة الهواتف الصينية العملاقة على خط المنافسة في مجال صنع الهواتف القابلة للطي.
الصين تدخل خط تصنيع الهواتف القابلة للطي
في التقرير الذي رفعته شركة ترند فورس Trend Force اليابانية يتوقع ان تصل مبيعات شركة هواوي الصينية خلال هذا العام 2023م من الهواتف القابلة للطي الى 2 ونصف مليون وحدة وذلك مايمثل 14% من اجمالي الحصة السوقية تلي شركة هواواي شركة أوبو بحصة سوقية مقدارها 5% ثم تأتي شركة شاومي بنسبة 4% من الحصة السوقية.
وبرغم المبيعات الكبيرة التي حققتها الشركات الصينية الا ان مبيعاتها مازالت تقتصر على السوق المحلية الصينية بالدرجة الأولى وفي حال قررت التوسع بشكل اكبر خارجياً فهذا سوق يثري سوق الهواتف القابلة للطي بشكل كبير وسوف يعزز نمو السوق العالمي.
ماذا عن شركة آبل؟
فيما يتعلق بعملاقة الهواتف الذكية الأمريكية آبل فبحسب التقرير ان آبل لا تنوي اطلاق نسخ مستقبلة من آيفون تكون قابلة للطي حيث انها تعاني من مشاكل تصنيعية تعيقها من الاقدام على هذه الخطوة، ومن هذه المشاكل التي تعتبر بسيطة عدم تجانس سطع الشاشة الخارجية وكذا صعوبة تكييف المفاصل الخاصة بآيفون لتصبح قابلة للطي نتيجة لتصميم المفاصل نفسها، ولكن لاشك بأن آبل ستتغلب على هذه المشاكل وستدخل المنافسة نظراً لزيادة الطلب على الهواتف القابلة للطي عالمياً.